المكتبة الشاملة

هي المدخل غير التقليدي في نظام التعليم الحديث
********************

يعتبر الطالب في النظام التعليمي الحديث هو محور العملية التعليمية كلها كما أن التحدي الذي يواجه هذه العملية هو كيفية إطلاق الطاقات الخلاقة والإبداعية لدى كل طالب حسب قدرته وميوله واهتماماته وفي كيفية قيام الطالب بدور أكثر ايجابية في عملية التعلم الذاتي وحل المشكلات والوصول إلى الحلول والحقائق بنفسه
ويعكس نظام الساعات المعتمدة هذه الفلسفة التعليمية الحديثة الخاصة بتحقيق عملية التعلم التي تأخذ في اعتبارها اختلاف قدرات الطلاب ورغباتهم واحتياجاتهم كما أن نجاح هذا النظام في تحقيق أهدافه يعتمد على تهيئة البيئة الصالحة لعملية التعليم وهذه البيئة تضم عناصر متعددة لعل أهمها توفر المكتبة الشاملة أو مركز مصادر التعلم بمقوماته البشرية والمادية الضرورية كما يتطلب تصميم هذه البيئة أيضا وجود الأستاذ القادر على تيسير عملية التعلم وتوجيه وإرشاد الطلاب عن طريق الحوار والاتصال والاشتراك معهم في متابعة مشروعات بحوثهم خطوة خطوة في مركز مصادر التعلم أي لا يقتصر دور الأستاذ على مجرد المحاضرة والشرح والتلقين والحفظ 0
التعريف بنظام الساعات المعتمدة وبالمكتبة الشاملة

يتيح نظام الساعات المعتمدة للطالب حرية المشاركة في رسم مناهجه الدراسية وتقرير سرعة تقدمه وفقا لقدراته ورغباته والنظام بذلك يقوم على أساس تعيين عدد من الوحدات الدراسية المطلوبة
أما بالنسبة لمصطلح المكتبة الشاملة ( أو مركز مصادر التعلم ) فهو مصطلح حديث نسبيا في البلاد العربية ويعبر عن مصطلحات إنجليزية عديدة منها
مركز المكتبة المتعددة الوسائل Library – Media Center
المكتبة الشاملة Multi – Media library
مركز مصادر التعلم Learning Resources Center
مركز مصادر المعلومات Information Sources Center
وعلى الرغم من بعض الاختلافات في مفاهيم هذه المصطلحات فهي تكاد تتفق جميعا في البعد عن المكتبة بمفهومها التقليدي ( الذي يعتمد على الكتاب المطبوع وعلى التنظيم المخزني وعلى الخدمة المكتبية السلبية) والاقتراب بدلا من ذلك من المكتبة بمفهومها الديناميكي الحديث الذي يؤكد لا على الكتاب بل على المعلومات التي يحتويها الكتاب والدورية الحديثة والمراجع وغيرها من المصادر المنشورة وغير المنشورة ويؤكد على تنوع المصادر التعليمية المقروءة أو المرئية أو المسموعة ويؤكد على التقنيات التربوية الحديثة ويؤكد كذلك على دور هذه الوسائل في تحقيق عملية التعلم والمشاركة الايجابية للطالب في اكتسابه للمعرفة مع توفر البيئة الصالحة للتعليم والتي ستساعد الطلاب ومعلميهم على الارتقاء بمستوى الأداء التعليمي وتحسين طرق التدريس وأساليبه
أما مصطلح الكتاب الشامل Generic Book فهو يعني كل قنوات ووسائل الاتصال المادية والبشرية وهذه القنوات تضم مختلف المستويات والموضوعات والأشكال كالأفلام والصور والمجسمات والفيديو والشرائط والاسطوانات والشفافيات والحاسبات الالكترونية
النموذج الاتصالي لتحديث التعليم في نظام الساعات المعتمدة
********************************

هناك عناصر ثلاث عناصر على الأقل تدخل في العملية التعليمية هي الأستاذ والطالب والكتاب وإذا كان النظام التقليدي القديم يعتبر الأستاذ هو العنصر الأساسي الذي يحاضر أو يملي على الطلاب دروسه فإننا نجد المكتبة هنا على هامش العملية التعليمية واستخدامها يتم مصادفة لا قاعدة
أما النظام التعليمي الحديث فتزيد فيه فاعلية العناصر الثلاثة ولكن مع التركيز على نظام اتصالي يجعل الطالب محور العملية التعليمية ويقوم الأستاذ في هذا النظام بدور التوجيه والإرشاد 0
وتتم عملية الاتصال بين الأستاذ والطالب كاتصال مواجهي تتعدل فيه الرسالة الاتصالية باستمرار طبقا لاحتياجات الطالب التعليمية ومن خلال مصادر ووسائل عديدة للتعلم 0



ويمكن فيما يلي أن نشير لبعض مميزات نظام الساعات المعتمدة وارتباطها بالمكتبة الشاملة
************************************************** ****
1- يعتبر الطالب بقدراته وميوله ورغباته واحتياجاته هو محور العملية التعليمية أما الأستاذ فهو موجه مرشد للطالب ولا يقتصر دوره على المحاضرة والتلقين 0
2- يتحقق مع نظام الساعات المعتمدة هدف التربية في تحقيق ذاتية الفرد تبعا لقدراته بدلا من التركيز في النظام القديم على تحفيظ الطلاب مقررات إجبارية
3- مبدأ الاختيار أو مبدأ التعدد بالنسبة للمقررات العامة والرئيسية والمساندة من شأنه أن يحقق في التعليم من الديمقراطية والحرية ما تصبو الدول لتحقيقه في المجالات السياسية والاجتماعية الأخرى ومبدأ التعدد والحرية كممارسة فعلية لا يمكن أن يتحقق إلا باختلاف مدارس الفكر أمام الطالب وباختلاف وسائل وقنوات وأشكال المعرفة التي تقدمها له المكتبة الشاملة
أي أن المكتبة الشاملة تعتبر أداة معاونة في تحقيق كل واحدة من هذه المميزات إذ تستجيب مختلف مصادر التعلم لمختلف القدرات والرغبات والاحتياجات كما أن توجيه وإشراف الأمناء والأساتذة على مشروعات الطلاب البحثية ومتابعتها خطوة خطوة من شأنه أن يكسب الطلاب مهارات التعلم الذاتي وبناء شخصيتهم العلمية والاجتماعية
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق